الصحافة بين المهنية ومحاولات الوصاية: حين يتجاوز البعض حدوده لتنظيم ما لا يملكه

بقلم عبدالرحيم بخاش

لقد أصبح من الواضح أن حب المال والمناصب قد طغى على أخلاقيات بعض الأشخاص الذين يرون في الصحافة وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية بدلاً من كونها مهنة نبيلة تهدف إلى إيصال الحقائق وخدمة المجتمع. هؤلاء، للأسف، يجهلون أو يتجاهلون القوانين والأعراف التي تنظم عمل الصحافة، ويظنون أن بوسعهم فرض الوصاية عليها دون سند قانوني أو تفويض رسمي.

في ظل حكم جلالة الملك محمد السادس، قامت الدولة العلوية بترسيخ مبادئ القانون والحرية، وجعلت من احترام المؤسسات جزءاً من رؤية المغرب المتقدم. الصحافة المغربية محمية ومُعترف بها من قِبل الدستور، وتحت إشراف مجلس وطني مستقل يعمل على تنظيم المهنة وفقاً لأعلى المعايير المهنية. هذه المؤسسات ليست بحاجة إلى تدخلات أو وصاية من أي شخص ليس له الصفة القانونية أو الدراية الكافية بمهنة الصحافة.

في الواقع، الصحافة وخصوصا الصحافة الرياضية ميدان مفتوح أمام من يملك الخبرة والمهنية والالتزام بقيمها، وليست ملكاً لأحد يظن أنه يستطيع « تنظيمها » وفقاً لرغباته الشخصية. فالصحفيون الحقيقيون، وأصحاب المهنة، يعملون بجهد لحماية استقلالية الصحافة والحفاظ على دورها المجتمعي، بعيداً عن الحسابات الفردية.