بقلم عبدالرحيم بخاش
« الرياضة ليست مجرد بطاقة.. إنها ميدان خبرة وشغف »
في خضم التغيرات الأخيرة التي تشهدها الصحافة الرياضية، نجد بعض الجهات التي تسعى للسيطرة على مفاصل هذا القطاع الحساس من خلال فرض قواعد وشروط جديدة لدخول الصحفيين إلى الملاعب والأحداث الرياضية. ولكن، هل يكفي قرار إداري لخلق صحافة رياضية حقيقية وفعالة؟ وهل يمكن اختزال الخبرة في بطاقة تُعطى أو تُسحب؟
الرياضة ليست بطاقة تُوزع.. بل شغف وخبرة تُكتسب
الصحافة الرياضية ليست مجالاً يمكن أن يُختصر في مجرد « بطاقة اعتماد »، بل هي تجربة حياة كاملة وشغف يتعمق في قلب الصحفي الرياضي الذي يتابع الأحداث بدقة، ويحلل المباريات ويقرأ تفاصيل كل لعبة. فمن غير المعقول أن تُحدّد هوية الصحفي الرياضي بشهادة تمنحها جهة ما، بدلاً من خبرته التي كسبها على مدى سنوات. إننا بحاجة إلى صحافة رياضية صادقة تنبض بشغف الرياضة، وليس بمجرد إجراءات تنظيمية.
محاولة السيطرة على المجال بالواسطة والعلاقات
وفي هذا السياق، نرى أن بعض الجمعيات، التي لا تمتلك أية علاقة فعلية بالصحافة الرياضية، تسعى الآن لاستغلال مواقعها ونفوذها للهيمنة على هذا المجال. هيئات لا تملك سوى « علاقات » وبعض الأوراق الإدارية، دون أن يكون لها أي باع في الصحافة الرياضية أو فهم حقيقي لطبيعة هذا المجال وأهميته. هذا التوجه لا يخدم سوى مصالح شخصية، ويهدد باستبعاد الصحفيين الحقيقيين الذين أفنوا حياتهم في الميدان وأثروا هذا المجال بموهبتهم وجهودهم.
الصحافة الرياضية ليست مهنة تُكتسب بالصدفة
الصحافة الرياضية مهنة قائمة على التخصص والشغف والمعايشة، ولا يمكن لأي شخص دخولها أو التأثير فيها بناءً على « بطاقة » أو قرار إداري. فهي موهبة تستند إلى القدرة على تحليل الأحداث ونقلها بحرفية وشغف، وعلى معرفة عميقة بتاريخ الرياضة وتفاصيلها. كما أن الجمهور الرياضي ذكي بما يكفي ليميز الصحفي المحترف الحقيقي عن أولئك الذين يقتحمون هذا المجال بلا خبرة.
تركوا المجال لأصحابه وابتعدوا عن الموجة
نصيحتنا لكل من يحاول ركوب موجة الصحافة الرياضية استغلالاً للعلاقات الشخصية: الرياضة ليست مجرد تذكرة لدخول عالم الشهرة، إنها عالم شاق مليء بالتحديات ويحتاج إلى صحفيين يحملون روح المنافسة الرياضية ويؤمنون بأن مهنتهم رسالة. أما من يسعى لاستغلال موقعه أو علاقاته للوصول إلى هذا المجال، فالأجدر به أن يترك الساحة لأصحابها وأن يفهم أن الرياضة ليست للمستجدين بل لأصحاب الاختصاص.
نحو إصلاح حقيقي للصحافة الرياضية
إذا كانت هناك رغبة حقيقية في إصلاح الصحافة الرياضية، فيجب أن يكون هذا الإصلاح نابعًا من فهم عميق لطبيعة هذه المهنة، ويجب أن يُترك المجال للصحفيين المحترفين الذين يمتلكون الخبرة والشغف لنقل الأحداث الرياضية بأمانة ودقة. فالصحافة الرياضية ليست مساراً للبحث عن الأضواء، بل هي رسالة تستحق أن تُحترم وتُمنح لأهلها.